هندسة القلب البشري والصناعي
مقارنة بين القلب الطبيعي والصناعي
سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته
إعداد/ د.عبد المنعم وهبي
- هندسة الرحمن تتجلى عظمتها في روعة مخلوقاته وتكامل أدائها فيما قدره لها، وبتصميمها العبقري الخالي من النقائص، مع إلتزامها التام بالحفاظ على (التوازن الرباني الدقيق) بين كل العناصر البيئية في الكون الفسيح.
- و(إن يشاء الله) سوف نستعرض في حلقات هذه السلسلة من المقالات، أمثلة من إبداعات الرحمن في جميع مخلوقاته الرائعه، لتتضح لنا مدي تفرد القدرة الإلاهية بإبداعاتها الربانية... والتي يستحيل أن تطاولها أي هندسة بشريه.
الجزء الثاني: هندسة القلب البشري والصناعي
القلب البشري وصماماته
أبدع الرحمن في خلق (القلب المناسسب تماما) لكل كائن حي، وتصميمه يختلف كثيرا ليناسب جسم
ووظائف كل منهم.
- ففي الديدان والأسماك والبرمائيات مثلا، يتوافق قلب كل
جنس منها 100% مع الوظائف المطلوبة لحياتة وأنشطته المتنوعه... ومن الصورة المرفقة
يمكننا ملاحظة الفروق الشاسعة بين تصميم ومكونات قلوب هذه المجموعات من المخلوقات
الربانية.
- ولقد بلغ الإعجاز الإلاهي أقصى مداه في القلب البشري "قلي الانسان" ، حيث أن الجسم البشري ليس مصمما (لأعمال أساسية محدودة) فقط، كالشاق منها فقط (مثل
النمل) أو للفتك والقتال (في النمر) أو للسباحة والغطس (في الأسماك)، ولكنه ليوافق
إنجاز نسب معينه من كل ذلك، بالإضافة
لتزويده بما تحتاجه جميع أعضاؤه من المواد الغذائية المتنوعه و(الأكسجين) اللازم
لحرقها وإستخراج الطاقة الكافية له منها، وبالذات لضمان تشغيل أعقد (جهاز للسيطرة
وللتحكم) تميز به الانسان عن سائر مخلوقات الله، ولايوجد ما يكافئه لدى غيره مطلقًا (وهو العقل البشري)، الذي يمكن الإنسان
من خلافة خالقه في الكرة الأرضية... والتحكم في كل ما فيها من جماد ونبات ومخلوقات
حية، ولكي يؤدي الوظيفه التي خُلق من أجلها... ألا وهي عبادة الله، وتعمير
الأرض.
التكوين التشريحي للقلب البشريه
- القلب البشري "قلب الانسان" عضو عضلي حجمه أكبر قليلا من قبضة اليد، ويبلغ وزنه حوالي (200 إلى 425 جرام) ، ويقع القلب داخل القفص الصدري وإلى اليسار قليلاً
من مركزه الطولي، وهو أهم جزء في الجهاز الدوري الدموي، (وجسم الإنسان البالغ به
حوالي 5 لتر من الدم) ويقوم القلب بضخها أطنان من الدم يوميا وباستمرار إلى جميع أجزاء
الجسم، خلال أوعيتة الدموية (الشرايين والأورده).
- يضم القلب أربع غرف ليمر الدم من خلالها، حيث يتلقى الأذين الأيمن الدم الوارد من
الجسم بأكمله (من خلال شبكة الأوردة) ويدفعه إلى البطين الأيمن، الذي يدفعه بدوره
إلى الرئتين ليتم تحميله بالأكسجين وتخليصه من الغازات إلضاره، ثم يعود الدم
المؤكسد منهما إلى الأذين الأيسر، فيدفعة إلى البطين الأيسر، الذي يضخ الدم (الغني
بالأكسجين)، وبقوة أشد، إلى الشرايين بكل أنحاء الجسم من خلال (الشريان الأورطي)، الذي من جدران بداياته تخرج (الشرايين التاجية) لتلتف على طول أسطح القلب، وتعطيه
نصيب الأسد من الدم المؤكسج، لتغذية عضلاته .. أولا، وقبل كل بقية أعضاء الجسم.
- كما توجد شبكة من (الأعصاب الدقيقة والأنسجة العصبية) تمتد
خلال أنسجة القلب وعلى جميع أسطحه (الداخلية والخارجية) لتحمل وتوصل الإشارات العصبية (النبضات
الكهربائية) المعقدة التي (تتحكم ذاتيا) في قوة وتوقيت (تقلص وإسترخاء) كل جزء من
مكونات عضلات القلب (الحساسة جدا) للنبضات الكهربائية، ويحدث ذلك بتنظيم غاية في
التعقيد، بينما يحيط بالقلب كله من الخارج غشاء رقيق لحمايته (غشاء التامور).
الإختلافات التشريحية بين قلب الإنسان وغيره
- توجد اختلافًات تشريحية عديده في قلوب الثدييات
(ومن بينها الإتسان) تميزها عن باقي المخلوقات (مثل الطيور والبرمائيات والزواحف
والأسماك)، من حيث عدد غرف القلب ووزنه وكمية الدم المتدفقة منه والأوعيىة الدموية
المتصلة به، إلخ.
فمثلا تمتلك (الضفادع) ثلاثة غرف في قلبها، وكل منها مقسم إلى
أذينين وبطين، أما (الأسماك) فلقلبها أذين واحد وبطين واحد، لكن بها (جيب الوريدي)
كبير قبل الأذين، وتكون جدرانه أكثر سمكًا وعضلاته أقوى، ليضخ الدم الى (شريان
بصلي) أنبوبي طويل يوصله لجميع أنحاء الجسم.
الإختلاف الوظيفي للقلب البشري عن غيره من قلوب باقي الكائنات الحية
الإختلاف الجوهري بينهم يكمن في تغيير تصميم القلوب
لتواكب الإختلافات الوظيفية وظروف معيشة كل منها، وبالذات في كيفية حصولها على
الأكسجين اللازم لحياتها، وطريقة ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع الأعضاء
بالجسم، والذي يحمل معه كل العناصر اللازمة لتغذية أنسجتها المختلفة، للحفاظ على
سلامتها وإستمرار بقاء المخلوق على قيد الحياة، مع ممارستة لمختلف أنشطته الحياتيه.
- لذلك تستطيع الضفادع الحصول على الأكسجين من رئتيها، وأيضًا من خلال (جلدها) الذي يمتصه من الطين التي قد تختفي فيه.
أما في الأسماك فيضخ القلب الدم عبر (الشريان البصلي) الطويل، ليتدفق خلال الشعيرات
الدموية المحيطة بالخياشيم، فيتم تحميله بالأكسجين المستخلص من (الهواء الذائب) في المياه التي تسبح فيها.
التصميمات الهندسية للقلوب الصناعية
معلومات عن القلب الصناعي
القلب الصناعي هو جهاز صمم ليعمل مثل القلب الطبيعي للانسان، وهو يشبههّ في
وجود بطينين يضخ أحدهما الدم إلى الرئتين بينما يقوم الآخر بضخه إلى بقية أجزاء
الجسم.
- يُصمم حجم
وشكل القلب الصناعي بحيث يتناسب والمكان الذي يخلو بالصدر بعد إخراج القلب المريض
منه.
- يتكون القلب الصناعي من مضختين لكل منهما صمام لإدخال
الدم وآخر لإخراجه، بالإضافة لمصدر قدرة خارجي لتشغيل المضخات، وجهاز لتنظيم معدل
الضخ (يعادل النبض الطبيعي)، وهو يصنع من البلاستيك والتيتانيوم والكربون.
من هو العالم الذي اخترع القلب الصناعي
من اخترع القلب الصناعي؟
أو من هو الطبيب العالم الذي اخترع القلب الصناعي ؟
- عام 1957م كان الطبيب الهولندي وليم كولف (ومساعديه)، أول
من اخترعوا القلب الصناعي وجربوه أولا على حيوان، ثم جربت عدة قلوب صناعية أحدث على الحيوانات (خاصة العجول)، لتحديد
المشكلات التي يمكن أن تنجم عنها.
أول إستخدام لقلب صناعي مؤقت لإنسان
- عام 1969م، استخدم فريق من الجراحين برئاسة الطبيب (ونتون)
- من معهد تكساس للقلب بأمريكا - جهاز قلب خارجي للتدعيم المؤقت للدورة الدموية لأحد المرضى، ليستمر حيَا حتى يتوفر لهم قلب طبيعي ليتم زراعته للمريض، وبالفعل بقى حيًّا
لأكثر من 60 ساعة, حتى أجريت له عملية زراعة قلب بشري.
(جارفيك -7) أول قلب صناعي هوائي دائم
كيف يعمل القلب الصناعي
- في عام 1982م،
استطاع فريق جراحي بقيادة الطبيب (وليم ديفرايز) - من جامعة يوتا بأمريكا - أن يزرع أول قلب بديل دائم
للقلب البشري, وصممه الطبيب الأمريكي (روبرت جارفيك)، وهو يعمل بالقدرة
الهوائية.
كم يعيش زارع القلب
- القلب الصناعي جارڤيك–7 له بطينان مثل القلب الطبيعي، وفي كل بطين صمام لدخول الدم وآخر لخروجه، ومضخة قرصية في كل بطين تتمدد وتنقبض (بضغط الهواء) لتدفع الدم في الدورة الدموية، مع وجود عدة أنابيب هوائية لربط المضختين بجهاز خارجي يوفر القدرة اللازمة لتشغيلهما.
- ولقد عاش المريض
بهذا القلب 112 يومًا ثم توفى.
- وبعد ذلك إستخدم الجهاز (مؤقتا أو دائما) مع عدد من
المرضى، لكن توفي بعضهم نتيجة لتكون جلطات للدم داخل المضخات، والتي عندما تنفصل من مكانها تتحرك مع تيار الدم وقد تسد
شرايين المخ أو القلب، وتؤدي لحالات من الشلل، أو للوفاه بالسكتة القلبية.
- مشكلة تكون الجلطات الدموية وضخامة حجم (وحدة القدرة الخارجية)
وكثرة أنابيب الهواء التي تعبر لداخل الجلد جعلت الأطباء لا يفضلون القلب الصناعي
المدار (بقدرة هوائية)، في حالات الاستعمال الدائم.
قلب صناعي يعيد الأموات إلى الحياة
- وخلال الثمانينيات بالقرن العشرين تطور تصميم القلب
الصناعي كثيرا، وتناقصت مشاكله، حيث أجرى العلماء والأطباء العديد من التجارب على
(قلوب صناعية كهربائية) بحجم مناسب، وهي تدار ببطاريات كهربائية يرتديها المريض
خارج جسمه، وبدون الحاجه لأنابيب أو لفتحات في جلد المريض وأقل ما يقال في هذه الصدر أن قلب صناعي يعيد الأموات إلى الحياة .
- ثقب القلب عند الأطفال والبالغين
- قصور الصمام الأبهري
- قصور صمام القلب
- أطعمة تحمي من الجلطات بالضغط هنا
- هندسة صمامات القلب الطبيعية والصناعية
كيف نحافظ على سلامة قلوبنا الربانية
لا نستطيع العيش لحظة بدون سلامة قلوبنا، لذلك يتوجب علينا
الحفاظ عليه، بالالتزام بكل ما يضمن له ظروف الأداء الأمثل
وأهمها ما بلي :
- الفحص سنويا (على الأقل)، لضغط الدم ومستويات الكوليسترول والسكر في الدم.
- زيادة النشاط الفيزيائي للجسم, وممارسة الرياضة, أو المشي لمدة 15 دقيقة على الأقل كل يوم.
- شرب المزيد من الماء يوميا... وبإستمرار.
- تناول الطعام الصحي من الفواكه والخضار مع التقليل من تناول ملح الطعام ومصادر الكوليسترول.
- الحفاظ على نسبة وزن الجسم المناسب لطوله.
- معالجة أية أعراض إعتلال قلبي سريعا... وبأقصى كفاءه ممكنه.
فتبارك الله أحسن الخالقين.
سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته
أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا