الدكتور موريس بوكاي القصة الحقيقية لإسلامه
الفرعون الذي هدى طبيب فرنسي للإسلام!
* هندسة الرحمن تتجلى عظمتها في روعة مخلوقاته وتكامل أدائها فيما قدره لها, وبتصميمها العبقري الخالي من النقائص , مع إلتزامها التام بالحفاظ على (التوازن الرباني الدقيق) بين كل العناصر البيئية في الكون الفسيح.
* * و (إن يشاء الله) سوف نستعرض في حلقات هذه السلسلة من المقالات, أمثلة من إبداعات الرحمن في جميع مخلوقاته الرائعه, ليتضح لنا مدي تفرد القدرة الإلاهية بإبداعاتها الربانية... والتي يستحيل أن تطاولها أي هندسة بشريه.
الدكتور موريس بوكاي القصة الحقيقية لإسلامه
16 - مومياء فرعون تهدي طبيب فرنسي للإسلام
رمسيس الثاني - فرعون موسى (فرعون الخروج)
مومياء رمسيس الثاني الجراح الفرنسي موريس بوكاي
رسم بالكمبيوتر لشكله في حياته
Dr. Maurice Bucaille, the true story of his conversion to Islam
الدكتور موريس بوكاي القصة الحقيقية لإسلامه
تأكدنا بالحلقة السابقة (رقم 15) في سلسلتنا الحالية عظمة الرحمن في مخلوقاته, من أن إجتهادنا في تحديد شخصية فرعون موسى, قد وافقت ترجيحات العديد من علماء المصريات وخبراء الآثار الفرعونية (من مصريين وأجانب) بأن الفرعون ( حاكم مصر القديمة) على عهد بعثة (النبي موسي) - لينقذ (بني إسرائيل) من حياة الإستعباد التي يلاقونها في مصر- كان هو (رمسيس الثاني), كما أن آثار منجزاته الشخصية وكذلك التي سرقها عماله وسجلوها له من منشئات الفراعنة الأسبق منه, كلها تبرهن على انه كان بالفعل جبارا وطاغيه ... ومفسدا رهيبا في أرض مصر وبين بعض أهلها.
وبذلك ثبت أن " رمسيس التاني" هو (فرعون خروج بني إسرائيل) - عام 1250 ق م, حين شق لهم الله (بعصى موسى) طريقا يابسا ليعبروا البحر للفرار من مطاردة فرعون إلى أرض سيناء. , بينما لقي فرعون حتفه (غرقا في البحر) مع جنوده,.. بل ورفض خالقه قبول شروعه في التوبة, قبيل خروج أنفاسه الأخيرة,
- { وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ.... فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ وَجُنُودُهُۥ بَغۡيٗا وَعَدۡوًاۖ .... حَتَّىٰٓ إِذَآ أَدۡرَكَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ... ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ * ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ * فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ..... لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةٗ....ۚ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَايَٰتِنَا لَغَٰفِلُونَ } (يونس :90 - 92)
وبذلك غرق فرعون وجنوده, لكن نجّى الله جثة فرعون (بدنه الغريق), ليكون جسمه سالما وقابلا للتحنيط, فبذلك تبقى سيرته وبدنه (أية ... وعبرة) لكل الجبارين من البشر في كل القرون التالية.
بدن فرعون أية لمن خلفه
مومياء رمسيس الثاني حاليا محفوظة بكيفية مدهشة (وحالتها أفضل من كل الموميات الفرعونية المكتشفه) ومعروضة بالمتحف الفرعوني بالقاهرة, ويراها كل الناس, لكن قليل من الحكام يأخذون العظة من مصير من إدعى أنه (الرب الأعلى للمصريين)... وكان قد حكمهم لأطول عهد ملكي في التاريخ البشري للعالم كله (أكثر من 63 سنه متصلة).
والعجيب, أن مومياءه ما تزال حاليا تعامل بكل تبجيل ملكي بعد آلآف السنوات من تحنيطه, وجري لها فعلا إستقبال ملكي رسمي, حين سافرت لباريس للعلاج من مرض فطري اصيبت به عام (1985).
كما أستخدم علماء الحاسبات كل إمكانيات برامجهم الألكترونية لتخيل إحتمالات شكل الوجه الحقيقي لرمسيس الثاني (خلال حياته) بعد تصوير ما حفظ منها في مومياؤه (رغم إنقضاء آلآف السنين), وبالفعل ظهرت على وجهه ملامح القسوة والتكبر والجبروت, والتي تتوافق مع سيرته التاريخية المسجله.
سفر مومياء رمسيس الثاني لفرنسا
فرنسا والفرنسيين إشتهروا منذ عدة قرون بإهتمام علمائها وولع شعبها الشديد بالآثار الفرعونية وتراث وعلوم الفراعنة المندثرين, ولذلك سافر علمائها مع حملة بونابرت العسكرية على مصر عام 1789 م ودرسوا آثارها طوال السنوات الثلاثة لإحتلالهم لمصر , وبعدها تمكن عالمهم النابغه (شامبليون) من حل كل رموز وأسرار اللغة الهيروغليفية, وبعدها أصبحت (علوم المصريات) تخصصا فرنسيا مرموقا.
الدكتور موريس بوكاي القصة الحقيقية لإسلامه
في (نهاية الثمانينيات) من القرن الماضي, وعلى عهد الرئيس الفرنسي (فرانسوا ميتران)، طلبت فرنسا رسميا من مصر استضافة مومياء الفرعون (رمسيس الثاني) فى باريس لمعالجة بدايات إصابة بعض أطرافها بالفطريات, مع إجراء دراسات وفحوصات أثرية عليها بإستخدام أحدث أجهزة المسح الطبي الحديثه.وتمَّ بالفعل نقل جثمان (أشهر طاغوت عرفته مصر) لفرنسا بطائرة خاصه,... وعلى أرض مطار باريس - اصطف الرئيس الفرنسي منحنيًا, هو ووزراؤه وكبار المسئولين في البلاد, أسفل سلم الطائرة لحظة إنزاله منها, وأجريت له مراسم إستقبال الملوك كاملة, وكأنه ما يزال حيًّا!! وملك فعلي يحكم مصر. وبعد الاستقبال الملكي للفرعون المصري على أرض فرنسا، حملت مومياءه بموكب لا يقل حفاوة عن استقبالها، ونقلت إلى جناح خاص في (مركز الآثار الفرنسي - بباريس)، ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار وأشهر أطباء الجراحة والتشريح في فرنسا فحص وتدراس المومياء لإكتشاف أسرارها.
وكان رئيس الجراحين الفرنسيين - والمسئول الأول عن دراسة هذه المومياء الفرعونية، هو البروفيسور (موريس بوكاي Maurice Bucaille).
من هو الطبيب الجراح موريس بو كاي
- (19 يوليو 1920 - 17 فبراير 1998)،
French surgeon - Maurice Bucaille
الجراح الفرنسي - موريس بوكاي القصة الحقيقية لإسلامه
ولد موريس بوكاي في مدينة (بون ليفيك) الواقعة في قلب بلاد الأوج بإقليم نورماندي الأدنى في شمال غرب فرنسا في 19 يوليو عام 1920. وتلقى موريس تعليمه حتى المستوى الثانويّ في مدرسة كاثوليكية في مدينته الصغيرة.
* في عام 1987 كان (الدكتور موريس بوكاي) في لقاء مع علماء وأطباء أميركيين في شيكاجو, وذكر أمامهم حادثة كان لها أبلغ الأثر في مسيرة حياته فيما بعد, قال عنها :
"في عام 1935 كنت في الخامسة عشرة من عمري، وكنت ما أزال طالبا في مدرسة مسيحية. وفي تلك الفترة أعلن (الأب بيرونيه)، وكان أحد علماء الأحافير الجيولوجية، عن اكتشاف رسوم بشرية في كهف في جنوب أسبانيا يرجع تاريخها إلى 15 الف عام، وكنا في الوقت بالمدرسة ندرس في (كتب الدين المسيحي) ويذكرفيها أن تاريخ وجود الإنسان الأول على الأرض يرجع إلى 4 آلآف عام فقط (قبل مولد المسيح).
فأصابتني حيرة.... وسألت (الأب مدرّس الدين) بالمدرسة :
أيّ التاريخين أصدق؟
فأجابني قائلا:
من فضلك، لا تخلط بين شيئين مختلفين: هناك العلم في جانب والدين في جانب آخر، وعندما يقع تعارض بينهما، فإن ما يقوله الدين هو الحقيقة!
قلت له: لا يمكن! هذا مستحيل، لأن هذه حقيقة علمية, وتمت البرهنة على صدقها، فكيف نتركها ونرجع تاريخ ظهور الإنسان على الأرض إلى ما يقوله كتاب الدين فقط؟"
مسيرة حياته العلمية
- قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939 م), توجه (موريس بوكاي) إلى باريس ليلتحق بكلية الطب بجامعتها.
- عندما وضعت الحرب أوزارها عام 1945م كان بوكاي قد أنهى دراسته الأكاديمية الطبية, ليعمل بعيادة الجامعة جراحا شابا للجهاز الهضمي, مع التخصص في طب الأمعاء. وإلى جانب عمله كان بوكاي (نظرا لتفوقه) يقوم بالتدريس لطلبة الطب أحيانا بالكلية, تقديرا لتفوقه في دراستة الطبية الأكاديمية. - وكان لبوكاي منذ دراستة (بالمدارس المسيحية قبل الجامعه) معرفة عميقة بتدارس الكتب الدينية (اليهودية والمسيحية) وأهمها الكتاب المقدس (بعهديه القديم والجديد)، بالإضافة لإهتمامه الخاص بكل ما يتعلق (بعلوم المصريات).
- كما التحق في مطلع الخمسينات بالجمعية الفرنسية للمصريات (التي تأسست في باريس عام 1923) حيث درس اللغة الهيروغليفية حتى أتقنها – وهي لغة الحضارات الفرعونية القديمة كلها.
* ولقد شكّل هذان العاملان القوة الدافعة لبوكاي خلال سنوات تكوين شخصيته المتميزه,
- وهناك (عامل ثالث) كانت له أهميه كبرى في بحوثه وأنشطته المتعلّقه بالتوافق بين الدين (ونصوصه المقدسة ) وبين العلم الحديث وبراهينه على قواعده العلمية الثابتة.
* وهو إطلاع بوكاي مبكرا - في مطلع الخمسينات - على (ترجمة باللغة الفرنسية) للقرآن الكريم, للمستشرق الفرنسيّ (جاستون بلاشير) (طبعة 1949), ما فتح له آفاقا وأفكارا لم تكن في حسبانه قبل ذلك.
- وفي عقد الستينات صار بوكاي (جراحا باطنيا مرموقا), وبعدها أصبح أشهر وأمهر جراح عرفته فرنسا الحديثة.
بوكاي يقترب من القرآن & زياراته لمصر
- في خريف عام 1969 التحق بوكاي بدراسه منتظمة في جامعة السوربون (معهد اللغات الشرقية) ليدرس اللغة العربية دراسة عميقه.
- في عام 1972 بعد أربع سنوات دراسية بالمعهد, صار بوكاي ضليعا ومتمكنا من اللغة العربية قراءة وكتابة وتحدثا.
- ولقد برهن إتقان بوكاي للغة العربية على جدواه وفاعليتة, وأصبح يقرأ القرآن الكريم (بلغتة الأصلية العربية).
- وفي أول زيارة لبوكاي لمصر في صيف عام 1974م (حيث كانت له علاقة شخصية بالرئيس السادات وأسرته) إقترح عليهم مشروع بحث علمي دقيق, ليجزم بتحديد صاحب مومياء (فرعون الخروج) الذي طارد النبي موسى وبني إسرائيل بجنوده عند خروجهم من مصر. وكانت معرفته الجيدة بالسيدة جيهان السادات (التى عالج بنجاح قريبا لها قبل سنوات في باريس) قد سهل له إقناع الرئيس السادات بفحص المومياواتين المحتملتين لذلك وهما (رمسيس الثاني & ابنه مرنبتاح (كما كان السادات هو الذي قدمه ليكون ضمن الفريق الطبي الشخصي المعالج للملك فيصل عاهل السعودية, قبل اغتياله في 25 مارس عام 1975.
ولقد أسهمت إجادة بوكاي للغة العربية في تميّز محتوى كتابه الأول "التوراة والأناجيل والقرآن - بمقياس العلم الحديث" والذي أحدث ضجة علمية صاخبة, حين نشر عام 1976 , لذلك ترجم بعدها لسبع عشرة لغة (منها العربية).
ومن أشهر مقولاته في كتابة الأول:
"القرآن فوق المستوى العلمي للعرب، وفوق المستوى العلمي للعالم كله وقتها، وحتى فوق المستوى العلمي للعلماء في العصور اللاحقة، بل وفوق مستوانا العلمي المتقدم في عصر العلم والمعرفة الحديثة بالقرن العشرين,... ولا يمكن أن يصدر هذا عن نبي أميَّ..... وهذا دليل على ثبوت نبوة محمد... وأن القرآن قد أوحى إليه من خالق الكون"
قصة إسلام موريس بوكاي
Dr. Maurice Bucaille, the true story of his conversion to Islam
الدكتور موريس بوكاي القصة الحقيقية لإسلامه
بينما كان المعالجون المختصون لمومياء زمسيس الثاني مهتمين بفحصها لترميمها، كان اهتمام رئيسهم موريس بوكاي مختلفًا عنهم للغاية، وكان يحاول أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني، وكيف بقيت جثته - دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة بمصر - أكثر سلامة عن غيره من الفراعنة. وخلال فحصه للمومياء, همس أحد أطباء الفريق العلمي المشارك بالفحوص, في أذنه قائلاً:
لا تتعجل تحديد سبب وفاة الفرعون؛ لإن المسلمين يتحدثون عن غرقه في البحر... ونجاة بدنه.
هو في البداية استنكر بشدة هذا الخبر، واستغربه، فمثل هذا الاكتشاف للمومياء لا يمكن إثباته إلا بعد تطور أساليب الفحص في العلم الحديث، وعبر أجهزة حاسوبية متطوره وبالغة الدقة، لكن زادت دهشته لدى معرفة قول المسلمين:
إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصةً الفرعون كاملة وأحداث وفاته، وعن سلامة جثته بعد الغرق. فازداد ذهولاً، وأخذ يتساءل: كيف يكون هذا،
مع أن هذه المومياء لم تكتشف للوجود أصلاً إلا في عام 1898م، أي قبل مائتي عام تقريبًا،
بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟!
كما أن البشرية جمعاء - وليس المسلمين فقط - لم يكونوا يعلمون شيئًا عن أسرار وقدرات قدماء المصريين في تحنيط جثث فراعنتهم ....إلا قبل عشرات السنين فقط !.
وخلال فحص الفريق الطبي للمومياء, وفي ساعة متأخرة من الليل، ظهرت نتائج تحليل عينات من المومياء , وبينما كان الأطباء متحلقين وملتفين حولها, ويفكون بعض الأربطة الكتانية حول صدرها لمواصلة الفحص, إذا بذراعيه تنفردان فجأة مبتعدتان عن جسمه, ما أشار ألي وضعها الأصلي حين وفاة الفرعون بيتما كان يصارع الغرق, فأضطر محنطوا موميائه لربط ذراعية باللفائف الكتانية القوية, لتثبيتهما حتى تبقيان متقاطعتان فوق صدره ( في وضع القداسه الفرعوني), وليخفوا بذلك وضعهما المرعب خلال غرقة وهو يجابه أمواج البحر.
وبذلك تبث صدق المولى عز وجل حين قال :
{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ .... لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً... } (يونس- 92),
حيرة بوكايه بعد تأكده من غرق الفرعون
بعدها سهر موريس بوكاي ليلته محدقًا في جثمان فرعون، وهو يفكر بإمعان (عما همس به زميله له), من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق، بينما كتاب المسيحيين المقدس (إنجيل متى و لوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتَّة.
وأخذ يقول في نفسه: هل يُعقَل أن يكون هذا المحنَّط أمامي هو فرعون الخروج الذي كان يطارد موسى؟! وهل يعقل أن يذكر (قرآن محمد) غرقة ونجاة بدنه وحفظها لمن بعده, هذا قبل أكثر من ألف عام، وأنا للتوِّ بدأت أعرفه؟! لم يستطع موريس بوكاي أن ينام، وطلب أن يأتوا له بالتوراة، فأخذ يقرأ في سِفر الخروج من التوراة قوله:
"فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيوش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد"،
وبقي موريس بوكاي حائرًا. لأن التوراه لم تتحدث عن نجاة هذه الجثة أو بقائها سليمة.
و بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه, أعادت فرنسا لمصر المومياء داخل تابوت زجاجي معقم وبالغ الفخامه، لكن موريس بوكاي لم يهدأ له بال منذ هزَّته حقيقة تناقل المسلمون وقرأنهم ماذكره عن نجاة هذا البدن.
وهنا تآتي اللحظة الحاسمة لنكتشف الدكتور موريس بوكاي القصة الحقيقية لإسلامه !
إعلانه الدخول في الإسلام
- وبعد بضعة شهور وصلته دعوة لحضور مؤتمر طبي بالسعودية, يتواجد فيه عدد من علماء التشريح المسلمين.- وفي المؤتمر تحدَّث مع العلماء المسلمين عمّا اكشفه من نجاة جثة فرعون بعد غرق، وأن مومياءه محفوظة بحالة رائعة, ففتح أحدهم المصحف أمامه، وأخذ يقرأ له قوله تعالى :
{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ... وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } [يونس: 92].-
ولقد كان وَقْع تلاوة الآية لحظتها عليه شديدًا، فهزت كيانه وجعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته :
"لقد دخلت الإسلام، وآمنت بهذا القرآن".
التأثيرات الإسلامية لكتب موريس بوكاي
لما رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بعد مؤتمر السعودية تغير تماما, ومكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية القرآنية مع المكتشفات الحديثه، وأخذ يبحث عن وجود تناقض علمي واحد مع ما يتحدث به القرآن,... ويخرج بعدها بنتيجة تطابق قوله تعالى:
{ لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ ...تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت: 42].
كان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس بوكاي أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هزَّ الدول الغربية قاطبة، ورجّ علماءها رجًّا، وكان عنوانه المثير:
(القرآن والتوراة والإنجيل والعلم)
.. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة.
تأثير كتبه الاسلامية في دول العالم
الدكتور موريس بوكاي القصة الحقيقية لإسلامه
Maurice Bucaille's books on Islam
كتب موريس بوكاى عن الإسلام
كانت كتبه تنفذ من جميع المكتبات من أول طبعة ! ثم تعاد طباعتها بمئات آلآف النسخ, وبعدها تترجم من لغته الأصلية (الفرنسية) إلى العربية والإنجليزية والإندونيسية والفارسية والتركية والألمانية، لتنتشر في كل مكتبات الشرق والغرب، وصارت متداولة بيد كل شاب مصري أو مغربي أو خليجي وحتى في بلاد أميركا، ولقد حاول علماء اليهود والنصارى الذين طمس الله على قلوبهم وأبصارهم أن يردوا على كتبه، فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان، وآخرهم (د. وليم كامبل) في كتابه المسمى "القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم"، فلقد شرق وغرب فيه, لكنه لم يستطع في النهاية أن يحرز شيئًا.
لأنه كتاب معجز من رب العالين, الذي قال :
{ ألرۚ ... كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ..... مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } (هود - 1)
- بل الأعجب من هذا, أن بعض العلماء في الغرب ,عندما بدأوا يجهزون ردًودهم على كتابه الأول، ولما انغمسوا في قراءته وتدارسه والتمعَّن فيه, لم يابثوا أن أسلموا, ونطقوا بالشهادتين على الملأ !!
الحركة الدينية لبوكاي (البوكايية)
- في مطلع ثمانينات القرن الماضي, شعر بوكاي بضرورة تخصيص وقته كله للبحث العلميّ والدراسات المقارنة, فأغلق عيادته في باريس عام 1982 وتفرغ لأبحاثه الدينية, بعدما أثارت آراءه وبحوثه الخاصة بالمصريات والدراسات الدينية المقارنة جدلا شديدا بين العلماء في وطنه وخارجه.
- وحينما نشر كتابه الأشهر "القرآن والتوراة والإنجيل والعلم" ظهر بين رجال علوم والفلسفة مصطلح (البوكايية) وإستخدم بواسطة الأكاديميين في فرنسا بالذات, للدلالة على حركة المتدينين لربط العلم الحديث بالدين, وخصوصًا في الإسلام.
- ولقد منحته الأكاديمية الفرنسية عام 1988م جائزتها في التاريخ، على كتابه (القرآن الكريم والعلم العصري).
- ومع ترديد مصطلح البوكايية تعرض (كتب ومنهج موريس بوكاي) لإنتقادات واسعة من قبل علماء وباحثين غربيين , وإعتبروا كتابه غير موضوعي، وغير علمي، وأنه يناقض النظريات العلمية في نقاط عديده.
كما أعلن عدد من النقاد العالميين (أمثال الباحث تانر إديس) أن المراجع والآيات القرآنية التي أستند اليها موريس بوكاي ليثبت فيها توسع الكون، والأكوان المتوازية، والكون المنظور هي "مصادر خاطئة بشكل صارخ".
- وفي نفس الوقت, كتبت جريدة (وول ستريت جورنال الأمريكية) تعليقا على حدة المداولات العلمية عن (البوكاييه) :
....( إنه على الرغم من أن منهج وكتب موريس بوكاي تم ازدراءها وإنكارها من معظم علماء التيار العلمي الرئيسي بالغرب، الا أنه من جانب آخر, عزز فخر المسلمين بالتراث الإسلامي، ولعب دورًا هامًا في جذب العديد من المتحولين من الديانات الأخرى للدخول في لإسلام.
- وبذلك يزداد الأسلام وقرآنه رسوخا في ضمير بني أدم... مهما قاومه شياطين البشر, وتكاثرت حوله أباطيل المرجفين, لأن القرآن العظيم من لدن الخالق الأوحد ومدبر الكون,... وتبارك الله القائل :
{ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ..... تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } (الأعراف - 54)
وفاة البروفسير موريس بوكاي
توفي د. موريس بوكاي في باريس في 18 فبراير 1998, ودفن في مقابر المسلمين بفرنسا.
من أقوال البرفسير موريس بوكاي
يقول موريس بوكاي في مقدمة كتابه الأول:
"لقد أثارت الجوانب العلمية المذكورة بالقرآن دهشتي العميقة في البداية، فلم أكن أعتقد قط بإمكان تواجدها بذلك الحد من الدقة وفي موضوعات شديدة التنوع، ومطابقتها تمامًا للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نص ظهر منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنًا!!".
- ويقول أيضًا:
- " إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه نصوص القرآن لأول مرة، هو ثراء الموضوعات العلمية المعالجة، وعلى حين نجد في التوراة – الحالية - أخطاء علمية ضخمة، فإننا لا نكتشف في القرآن أي خطأ، ولو كان قائل القرآن إنسانًا، فكيف يستطيع في القرن السابع الميلادي أن يكتب حقائق علمية لا تنتمي مطلقا لعصره؟!".
- "لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثًا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث. وكنت أعرف - قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات التي قرأتها - أن القرآن يذكر أنواعًا كثيرة من الظواهرالطبيعية، ولكن معرفتي بالتفاصيل كانت وجيزة.
ثم بفضل دراستى الواعية للنص العربي الأصلي للقرآن, استطعت أن أحدد قائمة علمية، وأدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقض من وجهة نظر العلم في العصر الحديث،
ولقد قمت كذلك, وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على المدون بالعهد القديم والأناجيل.- فبالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الباب الأول، (سفر التكوين)، ووجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخًا في عصرنا.- وأما بالنسبة للأناجيل، فإننا نجد نصّا في (إنجيل متى) يناقض في كثير من الأحيان (إنجيل لوقا)، بينما هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمرًا لا يتفق مع المعارف الحديثة والعلوم الخاصة بوجود الإنسان على الأرض".
الدكتور موريس بوكاي القصة الحقيقية لإسلامه
--------------------------------------------------------------------
سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته
لقراءة الأجزاء السابقة من السلسلة بعنوان:
إعداد/ د. عبد المنعم وهبي
أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا
مراجعة/ د. منى حافظ
الأستاذ المتفرغ بمعهد بحوث الإلكترونيات.
ليصلك كل ما هو جديد ومفيد وصحي برجاء الإعجاب بصفحتنا على الـ FaceBook