*هندسة الرحمن تتجلى عظمتها في روعة مخلوقاته وتكامل أدائها فيما قدره لها, وبتصميمها العبقري الخالي من النقائص , مع إلتزامها التام بالحفاظ على (التوازن الرباني الدقيق) بين كل العناصر البيئية في الكون الفسيح.
* و (إن يشاء الله) سوف نستعرض في حلقات هذه السلسلة من المقالات, أمثلة من إبداعات الرحمن في جميع مخلوقاته الرائعه, ليتضح لنا مدي تفرد القدرة الإلاهية بإبداعاتها الربانية... والتي يستحيل أن تطاولها أي هندسة بشريه.
22- معجزات الرحمن في خلق الذباب
خلق الرحمن كل ما على كوكب الأرض من جماد ونباتات, وأبدع في إيجاد (البشر والدواب والزواحف والحشرات والطيور والهوام وغيرهم) وكان عرشه على الماء وماحواه في محيطاته وبحاره وبحيراته وأنهاره (من أسماك وحيوانات وعوالق وغيرهم)
كما أمد كل مخلوق منهم بمميزات وقدرات تيسر له أداء وظائفه طوال حياته, وتيسر له البقاء والتناسل, كما قضت أرادته بأن بعض هذه المخلوقات ستعيش معتمدة على غيرها من خلق الله, سواء بالتهامه أو التطفل عليه.
والقدرات العظيمة للعليم الحكيم, نجدها بارزة في خلقه لالآف الأنواع من الحشرات, والتي قسم العلماء مملكتها إلى عدة شعب وعائلات وأجناس ورتب وأقسام وفصائل..., وأغلب الحشرات يتكون جسمها بوضوح من (رأس وصدر وبطن وأطراف) لكن لكل منها تصميم مختلف ليتوافق تماما مع ما خلق له من وظائف وما لديه من منح وقدرات.
مملكة الذبابيات
- يوجد بها ما يقدر بنحو 160,000 نوع متميز من الذباب, ومعظمها له عيون كبيرة، وبعضها له أفواه حادة يمكنها إختراق جلد الفريسة (لقرصه) أو لديها أفواه تتحول لخراطيم تمكنها من امتصاص طعامها (حسب نوعيته)
- وتتراوح أحجام الذباب بين ما يماثل البعوضة الصغيرة حتى أضخمهم, وهي (ذبابة الزجاجة الأسترالية) التي يبلغ عرض جناحيها 7- 8 سم تقريبًا.
أشهر أنواع الذباب
- الذبابة المنزلية
- ذبابة تسى تسى
- ذبابة الخيل (الاسطبلات)
- ذباب القبور (الذباب الأزرق)
- ذبابة الفاكهة
- ذبابة الرمل
- الذبابة المرقطة (البجعية)
- ذبابة اللحم
1- الذبابة المنزلية (Musca domestica)
- يعتبر الذباب المنزلي من الحشرات ذوات الدم البارد، والتي تتحكم حرارة البيئة المحيطة بها في حرارة أجسامها، ولذلك تزداد كل أنشطتها صيفا.
- ولقد ميزه الرحمن بطباع وتجهيزات تخالف جميع ما خلقه بقدرته من ملايين الحشرات في فصائلها المتنوعة, حتى إن العرب أشتقوا أسمه من عادته المتفرده, حيث أنه يعود ثانية لنفس المكان إذا حاول أحد طرده بعيدا عنه,...
- * أي أنه كلما ذب (طرد) من مكان ... آب (عاد) اليه, فأسموه الذب اب (الذباب).
- وهو من الفصيلة الذبابية (ذوات الجناحين) ومن جنس (ذباب موسكا) ولديها زوج من (أشباه الأجنحة) وبجوار مخرجهما بروزان، يسميا "دبوسا التوازن" ويعملان كمستشعران للتوازن خلال الطيران.
- وللذباب عيون ضخمة ذات رؤية بصرية واسعة الزاوية، وتمكنها من الطيران بمهارة ( بهلوانية) لا تبارى وبخفة ورشاقة عالية.
الأجنحة المميزة للذباب
- للذبابة زوج من الأجنحة الغشائية الرقيقة جداً, حتى أنه يمكننا رؤية الأوعية الدموية التي بداخلها, والتي تغذيها بالدم, وتمكنها من التحليق برفرفتها لمئات المرات بالدقيقة الواحدة, فتصل فورا لسرعة تفوق 30 كيلو متر/ الساعة,
- ما يضمن لها الطيران بعيدا عن مهاجميها بمناورات وانعطافات بزوايا حادة جدا (ولأي إتجاه تريده), فتستطيع الهرب من بطش البشر والحيوانات االتي تحط على جلدها, وكل ذلك بفضل مستشعراتها الحساسة (دبوسا التوازن وعيناها الضخمتين) مع إستخدامها لدماغها البالغ الصِغر (بحجم حبة الملح) فتقوم سربعا بعمليات حسابية دقيقة, تضمن لها الطيران بعدها بعيدا عن أي تهديد.
- ويتواجد الذباب في جميع دول العالم ويمكنه أكل أي شيء تقريبًا، بما في ذلك اللحم والدم والبراز والبول والعفونة والنباتات ورحيقها. كما يتطفل على كل بيئة يتواجد فيها إنسان أو حيوان, سواء بالتردد على جلدهما, أو بالإلتصاق بهما.
- والذباب معروف بالسرعة الرهيبة في تكاثرة, حتى أنه يمكن لذبابة انثى واحدة لو وضعت بيضها بالمعدل العادى خلال حرارة أشهر الصيف المناسبة لها (30 - 40 درجة مئويه), ولم تفقد أي منها, فانها تنتج 000 000 000 000 191,000 ( 191 مليون مليار) ذبابة خلال فترة حياتها.
- لكن عوامل التوازن الحيوي الرباني على الأرض, تمنع بقاء أغلب هذا العدد المرعب من الذباب, حيث يندثر معظمه من خلال التوازنات الإلاهيه لحفظ بقاء معظم مخلوقاته, بالإضافة لتعرضه لإجراءات المكافحة البشرية لقتله.
* { إنا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (القمر - 49)
تفوق عينا الذبابه
- للذبابة عينان مركبتان حمرويتان في اللون، وبتباعدان عند الإناث أكثر قليلاً عن الذكور.
- وتضم كل عين حوالي 4000 عين متجاورة وذات عدسات منفصله, وكل منها تعتبر مستقبل ضوئي عصبي مستقل, ما يمكنها من الملاحظة والتحسب لأدق حركة من حولها.
مميزات هيكل جسم الذبابة
هيكلها يمكنها من القيام بأصعب حركات الطيران البهلواني بالجو, لذلك تكون أجسامها قصيره وانسيابيه.
- وبالقسم الأول من جسمها يوجد رأس صغير به عينين (مركبتين) ضخمتين وقرني استشعار, وبفمه (شفاه وفك سفلي وعلوي)
- بينما يحوي قسمه الثاني القفص الصدري والأجنحة.
- أما الجزء الثالث (المدمج بالقفص الصدري) ففيه بطنها, وببدايته (دبوسا التوازن) لضبط طيرانها. وبما أن الذباب لا يملك أسنانًا لتقطيع وتناول الأطعمة الصلبة، فإنه أساسا يستهلك الغذاء السائل وشبه السائل, لذلك فأجزاء فمه وجهازه الهضمي يوافقان ذلك النظام الغذائي.
الحشرة البالغه :
- يبلغ طولها 5- 6 مم تقريبًا, وتكون الأناث أكبر قليلا في الحجم من الذكور.
- وتعيش من 2 إلى 4 أسابيع, ولونها رمادي ضارب للسواد, وعلى صدرها أربعة خطوط داكنة طولية ، وجسمها مُشعِر قليلا.
- ولها زوج من الأجنحة الغشائية الرقيقة جداً, وعينان ضخمتان ذات قدرات بصرية عاليه, تضمن لها بالمشاركة مع قرني الإستشعار الحساستين من رؤية وتشمم وتحديد كل أماكن وجود طعامها بكل سهوله.
- وفم الذبابة قُمعب الشكل, وعند التغذية تمد شَفتها لتكوين أنبوباً لامتصاص الطعام، بعد أن تفرز عليه (انزيم لُعابي) لتحليله وتحويله إلى مادة شبه سائلة يمكنها امتصاصها خلال ذلك الأنبوب, وبذلك تبدأ عملية هضم الذبابة لطعامها من قبل دخوله لجسمها.
- وللحشرة ستة أرجل, لكنها تستعمل أربعة منها فقط عند الوقوف, وتتحرك بالستة معا عند المشي.
- وتوجد لها براعم لتذوق للطعام على أرجلها, وكذلك مخالب للتشبث بالأسطح على نهايتها.
اليرقات :
- ليس لها أرجل حقيقية، لكن بعض الأنواع لديها أرجل لوظائف أخرى, مثل التعلق بالنسيج المضيف على الفريسة.
دورة حياة الذبابة المنزلية:-
- البيضة : تضع الحشرة الكاملة ( نحو 100 بيضة) في الدفعة الواحدة
- اليرقة : حياتها (من 5 – 14 يوماً) حسب حرارة الجو. وهي تشبه الديديان (لكنها بدون أرجل) وتنسلخ خلال حياتها من 2- 3 مرات (لتستبدل جلدهاً) ثم يتغلظ سمك جلدها ليتحول إلى شرنقة (غلاف برميلي) لونها بني, وتتحول اليرقة بداخله إلى (عذراء) خلال أيام قليله عادة, لكنها يمكنها الدخول في سبات شتوي طويل خلال فصل الشتاء البارد.
- العذراء : حياتها 3 – 5 أيام, قبل أن تتحول إلى ذبابة صغيره.
- الذبابه البالغة (الحشرة الكامله) : عمرها يصل الى (60 يوم), حيث تخرج من (الغلاف البرميلي) كحشرة صغيرة (لكنها كاملة الأعضاء التناسلية) وذات جناحان، وبعد دقائق من خروجها من الغلاف, تطير لتبدأ فورا في التغذية.
التكاثر السريع للذباب
- تتزاوج الذبابة الأنثى خلال حياتها عادة مرة واحدة فقط مع الذكر, لكنها تقوم بتخزين الحيوانات المنوية لديها لاستخدامها في تكرار التلقيح لبيضها لاحقاً.
- وتضع الأنثى بيضها الملقح في أقرب مكان يتوفر به الغذاء لصغارها بعد الفقس, والبيض يفقس غالبا بمجرد وضعه, وأحيانا تفقس اليرقات وهي ما زالت داخل الأم, ثم تخرج زاحفة منها لتبدأ الأكل بشراهة شديدة, وتنمو سريعا بعدما تستهلك معظم الطعام من حولها, ثم تتشرنق لتستكمل دورة حياتها.
كيف يتناول الذباب المنزلي طعامه ؟
- يتغذى ويتكاثر الذباب أساسا على أية من المواد العضوية الرطبة أو مواد متحللة يجدها حوله, مثل القمامة والاطعمة المتحللة والحيوانات النافقة . وكذلك على المواد السائلة أو شبه الصلبة الأخرى, مثل (السكريات – بصاق البشر – الدم )
- وتتعمد الحشرة التتقيؤ على طعامها عدة مرات ببعض السوائل الهاضمة من فمها, ثم تعود لإمتصاصها ثاتية, لتخزنها فى حوصلتها, وقد تتقيئه ثانية, لتعود وتمتصه مرة اخرى. وبذلك تضمن ذوبان المواد شبه الصلبة فيه, لتصبح شبه سائله ويسهل عليها هضمها.
- وذلك السلوك الذبابي الغذائى في تقيؤ طعامه عدة مرات ثم إمتصاصه, يجعله شديدة الخطورة على ضحاياه من البشر والحيوانات.
هل الذباب خطير على صحة البشر ؟
- يُعد الذباب فعلا من الحشرات الخطيرة، فرغم أنّه ليس كل أنواعه تلدغ وتمتص الدماء, إلا أن معظمها مسؤول عن نقل جوالي 200 نوع مختلف من مُسببات الأمراض للبشر والحيوانات، وخاصةً (ذبابة التسي تسي، وذبابة الرمل، والذباب المنزلي)
- فالذباب المنزلي مثلا خلال زياراته المتكررة لاماكن فضلات الطعام الملوثة وتقيئه عليها, يدفعه فضوله وشراهته لتلمس وتذوق كل الأطعمة والمشروبات المتواجده من حوله, وبعد كل ذلك يحط حول أية جروح جلدية أو إفرازات يجدها حول الأعين أو الفتحات أو حتى البراز الخاص بالبشر والحيوانات, بل أنه لا يكتفي بتلك الأفعال, فيتعمد التخلص من برازه الملوث خلال تحركاته, وهو ما يسبب نقل الجراثيم الممرضه لضحاياه, (من بكتريا وفيروسات وطفيليات) - والتي تتواجد دائما في قنواته الهضمية - لكل ضحاياه الذين يتردد عليهم, بالإضافه لما يتساقط على جلودهم وجروحهم مما يعلق منه مباشرة بجسمه المشعر وأطرافه الملوثه.
الأمراض التي يُنقلها الذباب
- الكوليرا،
- والتيفوئيد،
- والدوسنتاريا
- والالتهاب الكبدي؛
- والسل ،
- والرمد.
كيف نتخلص من طنين الذباب بالمنازل ؟
- الذباب المنزلي يزعج البشر دائما, ولو بتطفله وطنينه من حولهم على الأقل (وخاصة بالصيف) بالإضافة لخطورتهً الممرضه.
- كما أن مشكلة تكاثره السريع جدًا يصعب السيطرة عليه.
- وقد يضطر البعض لأستخدام المبيدات الحشرية للتخلص منه, رغم مخاطرها على صحة الإنسان والأطفال بالذات , لكن توجد طرق أخرى آمنه للتخلص من خطورته ومن وجوده بالمنازل.
طرد الذباب من المنزل بدون مبيد
1- تحصين المنازل ضد الحشرات
بتركيب الشبك السلكي على النوافذ, مع التخلص الجيد من بقايا الطعام بالمنزل (وبالذات صيفا) في حاويات مغلقة جيدا.
2- إستخدام المصايد المنزلية
وهي بسيطة التركيب ويكون بها مواد لها روائح تجذب الذباب, مثل (الفرمونات الجنسية أو المحاليل السكرية أو الخل عند طريق طرد الذباب بالخل ) فتنزلق الحشرات لداخل إناء المصيدة, وتغرق في مياهها.
3- وضع إصص من النباتات العطرية بالسكن
مثل النعناع والريحان و(شجيرات الكين) المتقزمه.
4- تربية النباتات آكلة الحشرات
بوضع أصص يحتوي على هذه النباتات (مثل نبات الإبريق أو السنديو أو السراسينية) في الحدائق المغلقة أو الشرفات أو بجوارشبابيك المسكن، وهي ستجذب الذباب وتفترسه.
5- تهوية الغرف بتيار هوائي قوي
وذلك بتعريضها لتيار هوائي قوي (بالمراوح), وبالذات في محلات الحلوى والجزارة والأسماك.
6- تبخير الغرف بالزيوت الطيارة
يمكن التخلص من الذباب بالبخور لأن الحشرات لا تحتمل رائحه بعض زيوت النباتات مثل (الخزامى أو خير البر أو الهنان أو الذنبان أو اللاوند) فتبتعد عن الغرفة, وتبحث عن مكان آخر.
أنواع أخرى من الذباب
1- ذبابة تسي تسي
يبلغ طولها (7- 15 ملم) وتتغذى على دَم الإنسان والحيوان. وتتواجد في غابات بعض دول وسط أفريقيا. وهي من مصاصي الدماء من البشر والحيوانات، ويمكنها امتصاص 3 أمثال وزنها من الدَّم في اللسعة الواحدة.
- وتنشر خلال لدغاتها (مرض النوم) القاتل .
2- ذبابة الخيل (الإسطبلات)
يتراوح طول بعضها (بين5 – 25 ملم), وتتغذى ذكورها على الرحيق وإفرازات النباتات, بينما تتغذى إناثها على دَم الحيوانات والإنسان لتحصل على ما تحتاجه تغذيتها من المواد البروتينية. وهي توجد في الكثير من دول العالم, وخاصًة في إسطبلات الخيول الضخمة في بريطانيا وأمريكا.
3- الذبابة الزرقاء (ذباب القبور)
يبلغ طولها (10- 15 ملم) وتتغذى على اللحوم الفاسدة والجثث المتحلله والنباتات المتعفنة والبراز، وتضع الأنثى منها حوالي 2000 بيضة خلال حياتها. وتوجد في مناطق القبور بكل دول العالم وبالذات في دول أوروبا وأمريكا الشِّمالية وآسيا.
- وهي تستطيع شم رائحة أي لحم متعفن أو براز من على بعد 8 كم منها.
4- ذبابة الفاكهة (ذبابة الخل & النبيذ)
وهي صغيرة الحجم وطولها (3- 4 ملم) فقط, وتتغذى في الغالب على الفاكهة وأوراقها وكل المواد السكرية, وتنجذب بالذات لفاكهة الموز. وهي تنشط نهارا وخلال الأيام الدافئة, وتُوجد في كل دول العالم تقريبًا, وبالذات في البيئات الحاره.
- ولها أهمية في دراسة تأثيرات مرور الزمن، لأن طول (دورة حياتها) بالكامل تستغرق حوالي 24 ساعه فقط، وهو ما يسمح للعلماء بدراسة التطورات في الأجيالٍ المتعاقبة منها، وهو أمر يستحيل دراسته في الحيوانات خلال نفس الزمن.
5- ذبابة الرمل
تعيش في المناطق الرملية والمبتله منها, وهي حشرة سمراء وذات شعر كثيف ويبلغ طولها حوالي (1 - 3 مم).
وتنشط أنثاه في الليل وتمتص الدماء من البشر والحيوانات ، وهي تعتبر من أصغر الحشرات التي تمتص الدماء, وهي تحتاج إلى تناول بروتين الدم لتتكاثر وتنتج بيضها. وهي تنقل حيوانات أولية ممرضه لضحاياها (يسمي طفيل الليشمانيا) الذي يسببب حمى شديده، وتضخم الكبد والطحال، وفقر الدم الشديد.
6- الذبابة المرقطة ( البجعية )
وهي من أضخم أنواع الذباب, ويبلغ طولها (18- 25 ملم) وتتغذى على جذور النباتات العشبية ورحيقها, وتنتشر في جميع أنحاء العالم. ورغم أجنحتها الكبيرة إلا أنها ضعيفة في الطيران ونادرًا ما تحلق بعيدًا عن الأرض.
وتعيش يرقاتها في الأخشاب المتعفنة والمستنقعات والتربة الرطبة, حيث تأكل جذور النباتات العشبية منها.
وهي ذاتها تُعدُّ وجبًة لذيذة للطيور.
7- ذبابة اللحم
وهي ذبابة تعيش في مناطق المناخ الإستوائي, وتضع يرقاتها على اللحم المكشوف أو على المواد العضوية المتحلله، كما يمكنها أن تعيش متطفلة داخل لحم البشر الأحياء وحيواناته الأهلية أو المنزلية.
هل يمكن الأستفادة من الذباب المنزلي ؟
فصيلة الذباب بأكملها حشرات مؤذية للبشر وحيواناته, ونحن لا نرغب في مجرد تواجد طنينه بقربنا, إلا أنه توجد للبعض منها أحيانا إستخدامات نافعة للبشر, في الحالات التاليه :
- للتخلص من نفايات الطعام وجثث الحيوانات الميتة, بتربيته ليتغذى ويتوالد عليها في حاويات مغلقة , ليحولها إلى علف أمن يستخدم لتغذية العديد من الحيوانات (مثل الدجاج، والزواحف، والطيور والأسماك والجمبري)
- تربية يرقاته تجاريًا لتستخدم كطُعمٍ لصيد الأسماك, وكعلف لتربية الحيوانات الأليفة (مثل السماك الملونة والطيور)
- مشاركته في تلقيح زهور النباتات؛ وبكفاءة قد تتفوق على النحل أحيانا، لأنه كثيف الشعر، فيلتصق الكثير من حبوب اللقاح بجسمه كله، بينما النحل يعبيء حبوب القاح في أكياس محدودة على أرجله فقط - لذلك يربى في اليابان بأعداد ضخمة داخل البيوت المحمية, ليلقّح الزهور (مثل نبات عباد الشمس)
- لتغذية مزارع بعض الحيوانات التي يشمل نظامها الغذائي الأصلي تناول الذباب، مثل: السحالي، والطيور، والضفادع.
- يستخدمها الطب الشرعي, لفحص عمر يرقاته المتواجدة على الجثث, ومنها يحدد الوقت التقريبي لحدوث الوفاة.
الأهمية الإقتصادية لذبابة الجندي (Hermetia Illucens)
- هي ذبابة موطنها الأصلي بالقارة الامريكية، لكنها توجد متناثرة في جميع أنحاء العالم.
- ويرقاتها يمكنها التهام كميات هائلة من النفايات العضوية, وتحولها لمنتج يستخدم مباشرة كعلف أو وقود حيوي أو أسمدة, ولا نحتاج لإنتاجها إستهلاك أية مواد خام أخرى.
- ولقد تم داخل المختبرات إعداد حظائر لتربية هذه الذبابة, وهي ذات دورة حياه سريعه جدا، فخلال أسبوع إلى أسبوعين فقط تتزاوج الحشرات وتبيض وتموت، فيُجمع بيضها ويُحضن ليفقس, ثم تجمع يرقاته الشرهة لتفترس النفايات العضوية في صناديق خاصة، حيث يتضاعف حجمها خلال نحو عشرين يومًا فقط ( وتتحول من دون المليمتر طولا إلى بضعة سنتيمترات), فتحول المواد العضوية الرطبة إلى كتل من البروتينات والدهون، والتي تكون أقل في الحجم والرائحه من النفايات الأصلية.
- ولقد بدأت شركة في جنوب سويسرا, إنشاء مصنع لمعالجة الأطنان من النفايات الحيوية بواسطتها, لأنتاج علف للحيوانات.
الحكمة الإلاهية من خلق الذباب
يستطيع الإنسان أن يرسم ويصمم وينفذ أي شيء يريده، أو يصنع أي تمثال يتخيله، لكنّه أعجز من أن يجعل صنعته عاقله ذاتيا ومتناسلهً، وهو التحدي الإلاهي الأبقى، والذي يؤكد عجز البشرعن مطاولة خالقهم.
ولقد قال سبحانه وتعالى محبطا ناكري وجوده :
{ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِه... } ( لقمان - 11 )
لذلك فالذباب من بين مخلوقات الرحمن التي لها خصائص وإمكانات لا تبارى، وتحدي بخلقه كل الملحدين والعلمانيين والكفار وكل ما يدعون من آلهة أو أية قوى يلجأون لها, ليثبت عجزهم عن إيجاد مثع, مهما حاولوا منفردين أو مجمعين معا لتخليق (أي صنعة تشبهة) أو تقارن به, فقال تعالى :
… { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ....... } (الحج – 73)
فالذُّبابة على صغر حجمها؛ تحدّى الله بها كل الأدعياء من البشر وغيرهمٍ أن يأتوا بمثل قدراتها, وهو تحدي مستمر إلى قيام الساعة. بل هم أضعف من أن يستردوا ما يسلبه الذُّباب منهم عنوة, ليؤكد ضعف قدراتهم أمام عظمة خالقهم.
…. { وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } (الحج – 73)
الذباب جند من جنود الله
سخر الرحمن كل مخلوقاته لكي تقوم بأدوارها المختلفة – المهيئة والمأمورة بها، ومنها خلق الله الذباب ليكون احد جنوده لخدمة إراداته, فرغم دقه حجمه وشدة ضعفه, فلقد خلقه الله لمهام كثيرة, ويعجز البشر عن تغييرها بتدجينه أو السيطرة على أنشطتة أو حتى التخلص من مضايقاته, ليتعظ الإنسان بأن قدراته وحجم منجزاته مهما كبرت أو صغرت فهي محدودة, ومهما أبدع وأتقن في مبتكراته, فلن يصل لأي شيء يعارض إرادة الله, بل إن كل إبداعاته رهن بإرداة الخالق الأعظم وتوفيقة بالسماح له بالوصول لبعض ما يبحث عنه بعلومه المحدوده, لكن لن يمكنه أبدا مقارنه مخترعاته بعظمة صنع الله الذي أتقن كل شيء.
{ هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ.... فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ .... } ( لقمان - 11 )
فلقد يسلط الله الذباب على قوم, فاذا به قادر على إهلاكهم بأعداده الرهيبة وتوالده المرعب وبالأمراض الفتاكه التي ينقلوها.
فالذبابة (ولو بأعداد قليلة) يمكنها أن تهزم إراد الإنسان بطنينها القهري من حولة, فتقض مضجعه وقد تؤلمه أم تمرضه وربما تتسب في وفاته. والمنطقي أن لايغتر الإنسان بحجمه ولا بقدراته, لأن الذباب بين خلق الله مجرد مخلوق ضعيف لكنه قادر بفضل ما حباه ربه من قدرات أن يقهر بها إرادة الإنسان, الذي كثيرا ما يغتر بعلومه المحدوده .
وإن خلق الذباب الضعيف مع تميزة بقدراته العجيبه, لهو دليل قوى علي عظمة الله, الذي مكنه من الطيران البهلواني الرائع وبكفائه لا يدانيها غيره من بقية الحشرات والطيور (وإن كانت لمسافات قصيره فقط), بل وجعلة يتحدي رغبة البشر في مجرد أبعادة عنه, لمنعه من الهبوط على أجسامهم, لكنه يعود فورا اليهم, ويظل يطن من حولهم, ليشعرهم بضعفهم أمام عناد حشرة صغبره ومهينه, والتي لو طالوها وقدروا عليها, لسحقوها بأناملهم.
* { فتبارك الله أحسن الخالقين } (المؤمنون – 14)
مقالة قد تهمك: قرص واحدا للتخلص من الصراصير والناموس والحشرات نهائياً في دقيقة واحدة بدون مواد كيميائية
--------------------------------------------
سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته
3- هندسة صمامات القلب البشري والصناعي
5- هندسة الإخصاب وبدء حمل المرأة
إعداد/ د. عبد المنعم وهبي
أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا
ليصلك كل ما هو جديد ومفيد وصحي برجاء الإعجاب بصفحتنا على الـ FaceBook
