آخر الأخبار

إعجازات الرحمن في خلق المشيمه

 

متى تتكون المشيمة
وظائف المشيمة 
شكل المشيمة الطبيعي
مشاكل المشيمة الخلفية
العوامل المؤثرة في سلامة المشيمة وعلاجها


سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته

إعداد/ د. عبد المنعم وهبي 

* هندسة الرحمن تتجلى عظمتها في روعة مخلوقاته وتكامل أدائها فيما قدره لها, وبتصميمها العبقري الخالي من النقائص , مع إلتزامها التام بالحفاظ على  (التوازن الرباني الدقيق) بين كل العناصر البيئية في الكون الفسيح.


* و (إن يشاء الله) سوف نستعرض في حلقات هذه السلسلة من المقالات, أمثلة من إبداعات الرحمن في جميع مخلوقاته الرائعه, ليتضح لنا مدي تفرد القدرة الإلاهية بإبداعاتها الربانية... والتي يستحيل أن تطاولها أي هندسة بشريه.


The blessing of Creating the placenta عظمة الرحمن في خلق المشيمة
The blessing of Creating the placenta
عظمة الرحمن في خلق المشيمة

------------------------------------------------


29- عظمة الرحمن في خلق المشيمه


منذ ملايين - أو مليارات السنين (بالتوقيت ألشمسي الأرضي) - خلق الله الكون كله,  خلال 6 مراحل ضخمه (6 أيام فقط في علم الله), وكما سبق وأوضحنا في المقالات السابقة من هذه السلسلة, أنه (قد تأكد) التطابق المتتالي والمستقر بين نظريات العلم الحديث وأغلب ما ذكر بالقرآن من إشارات عن (إعجازات وتوضيحات علمية), كما تزداد حقائق القرآن العلمية رسوخا كلما تقدمت علوم البشر وإكتشافاتهم الحديثه. 


وهكذا فإنه بعد تمام خلق الله للسماوات والمجرات بنجومها, ومنهم الشمس وكواكبها, والأرض وقمرها, خلق الله عبده أدم... ثم حواء, وميزهما بالقدرة على الحياه والتناسل على سطح كوكب الأرض, لكي يعبدوا الله مع نسلهم المتتالي, وهو خالقهم جميعا, ولكي يعمروا الأرض بجهدهم وبما أوجده الخالق عليها من خيرات عميمة.

ولقد أكد الرحمن في قرآنه الكريم, أن خلق البشر كان أهون عليه من خلق الكون بأكمله, 


 { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ    أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ     وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }   (غافر- 57)


- ولو تتبعنا تناسل البشر وتكاثرهم, لوجدنا معجزات الخالق تتجسد امامنا في كيفية بدء خلق إرادة الله لجنين بني أدم, ثم مروره بمراحل تطوير وتخليق متتالية داخل رحم الأم, حتي لحظة خروجه للحياة (وليدا حيا) وتام الخلق, لترعاه أمه مع والده طوال سنوات طفولته وصباه, حتى يكتسب كل عناصر قوته الذاتية, ويصبح إنسانا كامل النضج, وقادر على إنجاب غيره من البشر.

 

*  { ... فتبارك الله أحسن الخالقين. } (المؤمنون – 14) .


وخلال تطورخلق الجنين داخل رحم أمه, تقوم المشيمة بدور (المايسترو) في قيادة إيقاع نموه الحيوي, بتحكمها في إنتقال كل ذرة من جميع العناصر الحيوية (خلال الحبل السري) بين الأم وجنينها, أو بالعكس.... 

وذلك ما سنحاول توضيحه في المقال التالي.


ما هي المشيمة - الخلاص ( Placenta)‏ 

هي عضو دائري مسطح الشكل, ويبلغ وزنها حوالي نصف كجم, وتلتصق بالجدار الداخلي لرحم الأم الحامل, وتوصل بين الجنين وجدار رحم الأم مباشرة بواسطة الحبل السري , ومتوسط طوله حوالي 55- 60 سم.

 وعند ولادة الجنين تتفصل المشيمة عن رحم الأم, ثم تخرج من جسم الأم بعده مباشرة. 


وتتركب المشيمة من أنسجة حية تتغلغل ممتدة بين أنسجة كلا من (الأم والجنين), وتتداخل عميقا بالأوعية الدموية بها متفرعة خلال كلا من أغشية المشيمة وبطانة الرحم.   وهي تحمل كلا من دم الأم والجنين, (لكنهما منفصلين تماما), ولا يختلطان أبدا.

ولأن هذه الأوعية الطرفيه رقيقة الجدران للغاية, وشديده التقارب جدا من بعضها البعض, فإن ذلك يسمح بحدوث التبادلات بين العديد من (العناصر الحيوية) فيما بينهما, وهي الضامنه لحياة ونمو الجنين.  


The blessing of Creating the placenta عظمة الرحمن في خلق المشيمة


         

وظائف المشيمة :

أولا : حماية الجنين:  وذلك بإفراز (السائل المشيمي) ليحيط بكل الجنين داخل الرحم, وليمتص أية صدمات قد تصيب جسم الأم, ويحميه من أي ضرر محتمل.

ثانيا : تنظيم العلاقة بين دم الجنين وأمه : من خلال إدارة العمليات التالية :

  1. تغذية الجنين بكل عناصر إحتياجاته الحيوية, بنقلها اليه من دم أمه.
  2. التنفس الهوائي للجنين، (بديلا مؤقتا عن الرئتين ) ليحصل الجنين بواسطتها علي الأكسجين الضروري لإنتاج الطاقة اللازمة لنموه, كما يطرد ثاني أكسيد الكربون الناتج من دمه.
  3. تثبيت حمل الجنين وضمان نموه، بإفراز (هرمون البروجستيرون) من الشهر الرابع للحمل, وهو اللازم لذلك.
  4. تنظيم عمليات الإخراج للجنين، للتخلص من المواد السامة من دمه, والناتجة عن العمليات الحيوية (الأيض) في جسمه.


المشيمة غشاء ذكي (Intelligent membrane) 

المشيمة غشاء ذكي لأنها خلال عمليات (التبادل الحيوي) بين العناصر الحيوية لدى كلا من الأم والجنين, لا تسمح بمجرد (المرر السلبي) لتلك العناصر من التركيز الأعلى لللأقل , لكنها تنظم  ويسمح (بالمرور الإيجابي - الانتقائي)  لتوفر للجنين كل إحتياجاته الحيوية, ولو على حساب معاناة جسم الأم ذاته من ذلك النقص. ولذلك بالهيمنه على العمليات الحيوية التاليه :

  1. تمنع أي إخنلاط بين دم الأم وجنينها, الذي لو حدث لمات كلاهما سريعا.
  2. تسمح بإمتصاص إحتياجات الجنين من دم أمه (معادن، وفيتامينات، وبروتينات، وشحوم، وسكريات) وهي تامه الهضم.
  3. تسمح بمرور عناصر إنتاج الطاقة لدم الجنين (الجلوكوز والأكسجين والأنسولين) لإنتاج الطاقة اللازمة لنموه. 
  4. توصل (الأجسام المناعية) من دم الأم لجنينها، لتكسبه المناعة ضد كل الأمراض التي  تحصنت منها أمه. 
  5. تخلص دم الجنين من (ثاني أكسيد الكربون والبول والمواد السامة) بنقلها لدم الأم, للتخلص منها في الكليتين والتنفس. 
  6. تسبب ظاهرة (الوحم) لجعل الأم تشتهي أكل (صنف معين من الطعام), كي توفر للجنين ما يحتاجه من مواد بعينها.


وهذه المهام والوظائف الحيوية لازمة لحياة وسلامة نمو الجنين, وتغنيه المشيمة  بادائها (مؤقتا) عن حاجته مبكرا لعدة أعضاء هامه لحياته (الجهاز التنفسي - الكليتين - الكبد - البنكرياس - الجهاز الهضمي بأكمله), وتقوم بذلك لحين خلق تلك الأجهزه, وبكفاءة تامه -  يضمنها له الخالق (طوال شهور الحمل), حتى ولو كانت كفاءة الأجهزة الحيوية لأمه نفسها بقدرات محدوده :


*  { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِه...  } ( لقمان - 11 ) 


ولادة الطفل ثم المشيمه من بعده

   

The blessing of Creating the placenta عظمة الرحمن في خلق المشيمة
الغرفة المجهزة للولادة الطبيعية

The blessing of Creating the placenta عظمة الرحمن في خلق المشيمة
الوليد والخلاص بمجرد خروجهما من الأم


يبدأ فصل المشيمة طبيعيا عن جدار الرحم  مع مرحلة الولادة, خلال «المرحلة الثالثة من المخاض». 

وعادة يتم طرد المشيمة - بدون تدخل طبي - خلال (15-30 دقيقة) بعد خروج الوليد, ولو تأخر خروجها أطول من60 دقيقه, وجب التدخل طبيا.

- يمكن الإسراع قليلا في خروج المشيمة بإعطاء الأم حقنه (هرمون الأوكسيتوسين) مع الجذب البسيط للحبل السري للخارج وتدليك أسفل بطنها, بهدف تقليل حجم دم الأم المفقود في الولاده, ولمنع حدوث (نزيف ما بعد الولادة) لو تأخر خروجها.


- جرت العادة لدى البشر, بالإسراع في قطع الحبل السري (من جسم الوليد) بعد الولادة مباشرة، لكنه نظريًا - لا يوجد سبب طبي للإسراع في ذلك, لأن قدرة الله بذاتها كافية لإستكمال فصل جسم الوليد تماما عن أمه, والقرآن يؤكد ذلك,  


* {  إنا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (القمر - 49)


-  بل أن ترك الفصل ليتم طبيعيا خلال أيام قليلة (كما يحدث في جميع الثدييات الأخرى), ربما يكون أفضل نسبيا للوليد, حسبما قدر ذلك الخالق ونفذه.


العوامل المؤثرة في سلامة المشيمة

  1. عمر الأم الحامل, حيث تكون المشيمة أضعف تكوينا لدى النساء الحوامل فوق عمر 40 سنه.
  2. نزول ماء الرحم مبكرا قبل المخاض. 
  3. ارتفاع ضغط الدم العادي للأم, مع زيادة ضغط الدم بالمشيمة.
  4. الحمل في توأم أو عدة أجنة معا. 
  5. حدوث اضطرابات في تنظيم عمليات تجلُّط دم الأم. 
  6. وجود تدخلات جراحية في رحم الأم قبل الحمل.
  7. تعاطي الأم للمواد المخدرة أثناء الحمل.
  8. تعرض الأم لإصابات جسدية شديده, مثل السقوط أو حوادث السيارات, ما قد تؤدي لانفصال المشيمة جزئيا أو كليا..


العيوب المحتمله بالمشيمة

 

The blessing of Creating the placenta عظمة الرحمن في خلق المشيمة


The blessing of Creating the placenta عظمة الرحمن في خلق المشيمة
شكل المشيمة الطبيعي

1- الإنفصال المبكر للمَشيمة  

إذا انفصلت (جزئيا أو كليا) عن الجدار الداخلي للرحم (قبل بدء الولادة), فتصاب الأم بالنزيف, وقد يحرم  ذلك الجنين من الأكسجين والتغذية, وقد يؤدي لوفاه أي من الأم أو جنينها أو كلاهما.


2- انزياح المَشيمة 

عندما يغطي مكان إنغراس المَشيمة فتحة عنق الرحم جزئيا أو كليا, وقد يحدث ذلك في بدايات الحمل ثم يختفي مع نمو الرحم.


3- التصاق المشيمه

عند إنغراس جزء من المَشيمة عميقا جدا داخل أنسجة جدران الرحم, وقد يتسبب ذلك في نزيف خطير أثناء الولادة.


4- إحتباس المَشيمة  

وذلك عندما يتأخر خروجها أكثر من 30 دقيقة بعد الولادة، فيجب التدخل الطبي لإيقاف نزيف الأم.


التقدم الحديث ومواجهة مشاكل المشيمة  

من المقال إتضح لنا أهمية المشيمة  وما خلقه الله فيها من إمكانيات وقدرات إعجازية تنظم كل العلاقات بين الأم وجنينها, وتوفر للجنين (برحمة الله وعظمة قدرته) كل ما يحتاجه لنموه وإستكمال خلق أعضاء جسمه (ولو على حساب إضعاف أمه), وبذلك لا يعاني أي نقص لكل عنصر يحتاجه, مهما كان طفيفا, وهو ما أكده الخالق في قرآنه : 


*{  إنا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (القمر - 49)


- وبذلك ضمن للأم إستكمال حملها .... وسلامة خروج وليدها... ببنية صحيحه.

 

ولقد كانت بالماضي مشاكل وعيوب المشيمة سببا في إرتفاع نسب وفيات الأطفال والأمهات خلال الحمل في مغظم دول العالم., وأغلبها كانت  بسبب حدوث الإجهاض المبكر أو وفاة الأمهات نتيجة للنزيف ما بعد الولادة, وبالتالي كانت عيوب وظائف المشيمة هي المسئول الأكبر عن ذلك في أغلب الحالات.


- لكن مع تقدم علوم الطب والجراحة والصيدلة, ظهرت وسائل دقيقة للفحص والتشخيص مع متابعة الجنين بالتصوير المتواصل لحالتة  طوال أشهر الحمل, وأيضا ظهرت أدوية متنوعة وهرمونات ذات فعاليات مؤكدة, تضبط سريعا أي خلل بعملية الحمل بمجرد بدايته.

 

- كما تقدمت وسائل  التدخل الجراحي الحاسم عند الإحتياج لذلك لدى أي من الأم أوجنينها, حتى وهو ما يزال جنينا في رحمها, ما أدي لندرة حالات الوفيات لديهما حاليا.


-  وبذلك أصبح مرور المرأة بتجربة الحمل والولادة سبيلا أمنا للتمتع بنعم الأمومة, وإنجاب الأبناء الأصحاء.  

مقالات قد تهمك:

---------------------------------------------

سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته

  لقراءة الأجزاء السابقة من السلسلة بعنوان: 
 2- هندسة القلب البشري والصناعي
 3- هندسة صمامات القلب البشري والصناعي
 5- هندسة الإخصاب وبدء حمل المرأة
 6- هندسة الرحمن بين العقل البشري والكمبيوتر
 7- هندسة الرحمن في التوازن المائي بالكائنات
 12 - عظمة القرآن في تلخيص حياة الأنسان في آية واحده
 13 - أقوى مخلوقات الله على وجه الأرض
 14 - إعجازات الرحمن في خلق الكون
 15 - ماهي أوتاد فرعون المذكورة في القرأن
 16 - الفرعون الذي هدى طبيب فرنسي للإسلام
 17 - كيف سجن الله بني إسرائيل في صحراء التيه بسيناء
 18 - إعجاز الخالق في العقل وملاحقة الحاسوب له
 19 - معجزات الرحمن في خلق البعوضه 
 20 - عظمة الرحمن في خلق طائر نقار الخشب 
 21 - محاكاة إعجازات الرحمن في خلق الخلايا الجذعيه
 22 - معجزات الرحمن في خلق الذباب
 24 - إعجازات الرحمن في خلق الطيور
 25 - إعجازات الرحمن في خلق الجبال
 27 - عظمة الرحمن في خلق الذاكرة البشرية
 28 - عظمة الرحمن في نعمة النسيان


في النهاية نكون قد تعرفنا على معلومات عن: 
اعجازات الرحمن في خلق المشيمة 
متى تتكون المشيمة
وظائف المشيمة 
شكل المشيمة الطبيعي
مشاكل المشيمة الخلفية
العوامل المؤثرة في سلامة المشيمة وعلاجها

إعداد/ د. عبد المنعم وهبي
أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا

سلسلة مقالات: هندسة الرحمن في مخلوقاته   تأليف/ د.عبد المنعم وهبي أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا 

مراجعة/ د. منى حافظ
الأستاذ المتفرغ بمعهد بحوث الإلكترونيات.

ليصلك كل ما هو جديد ومفيد وصحي برجاء الإعجاب بصفحتنا على الـ FaceBook

عرضاخفاءالتعليقات
الغاء

HH

نموذج الاتصال

Name

E-Mail *

Nachricht *

المشاركات الشائعة